الدراسة في أوكرانيا مالها و ماعليها (الحلقة الاخيرة)
طبقا لما ذكرناه في الحلقات السابقة و خصوصا الخامسة فان هناك سلبيات مشتركة من عدة جهات ادت الى سلوك غير طبيعي للطلبة و بالتالي نتائج سلبية على سمعة التعليم في اوكرانيا و نعيد مرة اخرى انه يفترض على الجامعات ايجاد اليات خلاقة في قبول الطالب للدراسة بها و ليس توقيع عقود و دفع رسوم و انتهي الامر.
و من الجهات الاخرى التي يجب ان تلعب دورا في مسيرة الحياة التعليمية للطالب في اوكرانيا وزارات التعليم العالي في بلد الطالب ، فيجب عل تلك الوزارات وضع شروط تكون بالنهاية تصب في مصلحة الطالب و ان تلعب الوزارة دورا في تحديد الجامعات التي ممكن ان يدرس بها الطالب ، كذلك الية قبول الطالب في تلك الجامعات و هناك ايضا شيئ رائع قامت به بعض الدول العربية بتحديد نسبة الطالب في شهادات الثانوية العامة للراغبين بدراسة الطب في اوكرانيا او تخصصات اخرى فهناك بعض السفارات الاوكرانية في بعض الدول العربية لا تفتح تاشيرة للطالب اذا كان مجموعه اقل من 60% في الثانوية العامة بناء على اتفاق مع السلطات المختصة في بلد الطالب.
و كذلك من الجهات التي يفترض ان تسيطر على سير الحركة التعليمية للطلاب هي سفارة بلد الطالب ان وجدت في اوكرانيا او الهيئات التي تمثل بلد الطالب، و من المفترض ان تقوم تلك السفارات بفتح تنسيق و خط مباشر مع الجامعات التي يدرس بها طلابها و ان تضع تلك السفارات اتفاقيات و شروط مع الجامعات تضمن مراقبة الطالب و مسيرته التعليمية بما يصب بمصلحة و حماية الطالب و ان تكون السفارات تلك على تواصل دائم مع الطالب و ان تهتم السفارات بتنظيم هيئات طلابية مثل اتحادات الطلاب و مجموعات متابعة لبث الروح الوطنية و التذكير بالوطن و الهدف الاسمى من الغربة و ان لا يقتصر فقط دور السفارات بتصديق الشهادات بل عليها اشعار الطالب بانه جزء من المنظومة التي تمثل بلده في اوكرانيا لذلك يقع عليه عبئ ليس بالبسيط ليكون خير سفيرا لبلده.
و هنا يجب ان لا ننسى دور الجاليات المتواجدة في اوكرانيا و المؤسسات الاجتماعية و الاهلية، فعليها ايضا عاتقا كبيرا في تثقيف الطالب و نشر الوعي لاهداف وجوده في اوكرانيا، رغم ان المردود لتلك الجاليات و هيئاتها الادارية غير كاف ، الا انه يجب تعاون الجميع في سبيل الحصول على نتائج جيدة.
ان صدق الطالب مع نفسه و عدم تبرير الفشل بمبررات زائفة و تفعيل دور السفارات و المؤسسات العربية تجاه الطالب و دور اولياء الامور ، ودور المنظمات الاجتماعية ،كلها ان تكاتفت معا يمكننا ان ننتظر جيلا متميزا من الطلاب الذين قد يكونون عماد المستقبل في اي بلد عربي في المنظور القريب، اما ما دون ذلك فسوف يختلط الحابل بالنابل و سنكون سببا في سمعة غير طيبة و عير حقيقية عن الدراسة في اوكرانيا، و سيبقي من يبررون الفشل في الريادة الاعلامية لمحاولة تبرير فشلهم و تبرئة انفسهم امام الجميع و اساءة السمعة حول التعليم في اوكرانيا و سمعة العرب في اوكرانيا.