ذكرنا الكثير في الحلقات السابقة عن سلوكيات الطالب و الاسباب التي ادت للفشل ، و لكن هناك عوامل اخرى تؤثر على الطالب العربي القادم للدراسة ، جعلته يسلك طرقا غير شرعية في تحصيله العلمي و يمكن تفصيلها بالاتي: نظام الدراسة في الجامعات الاوكرانية: الطالب الاوكراني عند التحاقة باحد الجامعات و من اجل الحصول على التخصص الذي يرغب فيه، فانه يخضع صيفا لعدة امتحانات تسمى بمفهومنا امتحانات القبول و يقوم بتقديم اوراقه و الامتحان باكثر من جامعة ، و تجرى مسابقات علمية بين الطلبة لنيل مقعد جامعي مجاني ، او تخفيض ما.
بينما الطالب العربي او الاجنبي لالتحاقة بالجامعات الاوكرانية ماعليه فقط الا أن يوقع عقدا مع الجامعة بالتخصص الذي يريده او يعجبه او يحقق به حلم والديه، اذن ادفع نقود و ادرس ما شئت، دون امتحان مستوى او امتحان قبول، و هنا يكون وجهة نظر الجامعات تجارية محضة، مقابل الرسوم نعطيك العلم، فان استفدت فهو لك و لبلدك ، و ان لم تستفد فهو فهو لك و لبلدك بل على العكس ان رسبت فسوف تدفع رسوم جامعية من جديد تستفيد بها خزينة الجامعة.
هذه الطريقة طبعا واجهت انتقادات من العديد ممن يعملون في هذا المجال، و المهتمين به، فتجد طالبا معدلة 50% ووضع اهله المادي جيد جدا قد اتى لدراسة الطب في الجامعة الاوكرانية، بنما طالب اخر معدله اكثر من 90% لم يستطع دراسة الطب بسبب سؤ الوضع المادي، بل يتمادي الطالب الذي جاء للدراسة بالحصول على النجاح في مواد دراسته بشتي الوسائل و بالفلوس كي يصبح طبيبا.
اذن نظام الدراسة بالعقود اعطي الفرصة لنوعية من الطلاب غير مؤهلة علميا لدراسة التخصص الذي يرغب فيه و حرم الاخرين من ذلك.
و من الاخطاء الاخرى التي تحسب على الجامعات هو التساهل مع الطالب الاجنبي ، بينما يخضع الطالب الاوكراني لاليات قاسية جدا في الدخول للامتحان ، تجد الطالب الاجنبي يمدد له اكتر من مرة فترة الامتحانات، و قد يتفق مع مدرس المادة على الامتحان للاسف ، مستغلا الوضع الاقتصادي و المادي للمدرس.
و من ناحية اخرى تجد طلابا محل افتخار و اعتزاز و على قدر من المسؤولية يواظبون على دروسهم و يؤدون الامتحانات و بدرجات عالية و لكن المحبط بينما يجتهد الطالب المتفوق و يسهر الليالي من اجل الحصول على معدل عال او جيد، تجد طلاب اخرين ، و غير ملتزمين يحصلون على درجات عالية ايضا دون جهد او عرق بطرق اخرى ملتوية .
أتذكر أثناء الدراسة ، و بينما كان المدرس بشرح احدي الدروس و كانت القاعة كبيرة جدا و بها طلاب اوكرانيين و عرب و اجانب اخرين ، كان الجميع يستمع باهتمام عدا بعض الطلاب العرب الذين كانوا يتبادلون المزاح فيما بينهم ، و بصوت عال يؤثر على الاخرين ، بل ان المزاح كان السخرية من المدرس و من بعض الاشخاص بالقاعة، فاجأنا المدرس بانه قال تصرخون او تمزحون فهذه مشكلتكم انتم تدفعون للجامعة فلوس كي تحصلوا علما ، فانتم جيل الغد لبلدكم و من يرسم مستقبل بلدكم و الخيار لكم ، اما نحن فاستفدنا منكم نقودا و هذه مشكلتكم.
لكن رغم ذلك فان المطلوب من الجامعات الاوكرانية حقيقة تغير التعامل و الية القبول للطالب الاجنبي و لا نقول رفض الطالب الاجنبي على اساس العقود بل اخضاعة لاختبارات او مراحل تاهيلية حقيقية تجعله يقرر ان يستطيع الاستمرار من عدمه.
يتبع